فينيتسيا في أوانها

lundi 14 juin 2010 , Posted by ferrrrr at 08:02


شاي او قهوة؟، نبيذ احمر او ابيض؟، اسئلة تحمل ذلك الهزل الذي لا يروق له... بعد كاس النبيذ الاحمر سحب من جيب سترته الداخلي نصف الفودكا، الذي كان وقتها يقوم بنوبة الحراسة الدورية بجيبه الداخلي، وغاص فيه... قالت: اربطوا الاحزمة سننزل، ربطنا الاحزمة ونزلنا فعلا... لا يذكر الطريق من المطار الى وسط روما... عندها غاب عن نظري، كان يترنح امام شباك مراقب الجوازات، الذي كان ثابتا... ركب القطار الى البندقية... يريد رؤية جندول حي... عربة صغرى يدفعها مواطن في ممر عربة القطار، قال له بيرة، اعطاه البيرة، اخذ منه الورقة المالية وعدّ له الباقي في تلك الاثناء انتهت القارورة من عيار 200 غرام، مد يده واخذ اخرى من العربة، تغير لذلك الباقي، المواطن يعدّل الآن الباقي على حساب قارورتين، انتهت الثانية طبعا بنفس سرعة الاولى، مدّ له ورقة اخرى واخذ منه ستة قوارير اخرى... البندقية، الصيف، والازواج الجدد واشهر العسل على اليمين والشمال... والسعادة تخطو جنب السعادة... وعش الزوجية الجديد والاعشاش والكتاكيت والزغب الناعم... يجول بنظره بين المؤخرات العسلية الانيقة الغارقة في سعادة البدايات من مقعده على شرفة الكارلتون وهو يشرب بيرة باردة... لو دفع ثمن رحلة كهذه لكان ارغم نفسه غصبا عن امها ان يكون عاشقا سعيدا... في حدود ثمن الرحلة، ربما اكثر قليلا للتأكد من استوفاء الثمن المتوحش حقا... محاولة العيش مدى الحياة مع انسان هي شيء اشبه بمحاولة شنق كرة مثلا، بالمقابل، تعذيبه مدى الحياة سهل، لايتطلب ادوات وتجهيزات معقدة ولا يحتاج مخيلة واسعة ولا بنية تحتية متطورة، في متناول الجميع، من الرياضيين الى العسكريين مرورا بالوظيفة العمومية، والقطاع الخاص طبعا... يخط الآن بعض سيقان النمل على كنش صغير... دبيب النمل يتطاول... لغة فيها صفر بروتيين، فقيرة من الاوكسيجين، لا شعر لها تحت ابطيها ولا آثار لبثور المراهقة على وجهها، غاب لون جلدها ،لا رائحة لها... من بعيد، ولا مكان لوسخ تحت اظافرها... من قريب... شعرها مصبوغ، كان مصبوغا قبل ان يسقط... لغة ترقد تحت التنفس الاصطناعي في المزارع المكيفة المغطاة بالبلاستيك، اين يشقى العبيد ويتقتلون، بالشدّة، مقابل لقمة البؤس، لغة لا تصلح الا لطباعة استمارات الحدود... النمل يتطاول دائما كلما جاء الصيف... تذكّر موعد قطار الليل والعودة الى روما والطائرة، تذكر التلفون وبعض الشكليات، خاطبها : في موضوع الحضانة تصرفي كما شئت، ساقابله عند خروجه من المدرسة - ربما الاحسن تنظيم ايام للرؤيا – امام المدرسة احسن، للبيداغوجيا – ولكن الاحسن عطلة نهاية الاسبوع وتسجيل المواعيد في... - امام المدرسة - لن تفعلها اكثر من مرة في السنة - اتفقنا، علّق السماعة و رفع غطاء البلاستيك وغادر... لا يذكر انه رأى جندولا، لا حيا ولا ميتا... هل كان هناك جناديل في تلك القنوات التي تعلو مياهها الاوساخ والروائح؟.... فينيتسيا بقيت في مكانها... العربة الصغرى الحبلى تدب ببطأ النمل في ممر العربة الكبرى : نختصر، هات ما عندك من قوارير رياض الاطفال من عيار 200 غرام... دو فينتشي، ليوناردو ذاك، لو علم بما يدور في قاعات بيت يحمل اسمه!... قالت: الى قاعة الرحيل ج! اتجهنا الى قاعة الرحيل ج

Currently have 2 commentaires:

  1. ART.ticuler says:

    كالعادة .. إختيار كلمات بعناية ودقة في التصويب

  1. ferrrrr says:

    الكل يجيد التصويب في قاعة الرحيل ج، واين المفر

Leave a Reply

Enregistrer un commentaire