فالتر بنيامين :الرَّاوي

jeudi 3 juin 2010 , Posted by Azwaw at 15:30



الـــراوي1

خواطر و أفكار حول أعمـال نـيـكـولا ليسكــوف

فالتر بنيامين

تعريب نديم 1

ستشـعرون كيف أن الشعـوب الأطفــال دُعـيــت لسرد معتقداتها و قصصها وجعلت من كل حقيقة أخلاقية حكاية. ج مـيـشلي ، الشعب

.I

الراوي، مهما كان هذا الاسم مألوفا عندنا ، فهو أبعد من أن يكون تام الحضور بيننا في نشاطه الحي. إنه بالنسبة لنا جد بعيدا و ما انفك يتباعد أكثر.إن تقديم شخصية ليسكوف2 كراوي، لا يعني تقريبه منا، بل إنما يزيد في المسافة التي تفصلنا عنه.عند تأملنا له من مسافة معينة تبدو الخطوط الكبرى و البسيطة المشكلة للراوي طاغية. و تبرز تحديدا بالطريقة التي يتمثل لنا أحيانا على صخرة، عند تحديق النظر فيها من نقطة معينة، شكل رأس أو جسم دابة.

هذه الملاحظة تمليها علينا هنا تجربة يومية.،و تقول لنا أن فن السرد وصل إلى نهايته. لقد أصبح من النادر لقاء أشخاص قادرين على رواية أي شيء بالمعنى الحقيقي للعبارة.من ذلك ما يحدث من حرج، في سهرة ، عند اقتراح أحدهم تبادل رواية حكايات. فكأنما ملكة كانت تبدو لنا غير قابلة للتصرف، و الأكثر وثوقا من غيرها، لم تعد متوفرة لدينا الآن: ملكة تبادل تجاربنا.

من اليسير استيعاب أحد أسباب هذه الظاهرة :إن مسير التجربة قد تدنى، ويبدو أنه في انحدار متواص. ولا يمر يوم لا يثبت لنا فيه أن هذا الانخفاض قد وصل إلى مستوى قياسي جديد إذ لا صورة العالم الخارجي فحسب بل كذلك صورة العالم الأخلاقي أيضا اعترتهما تغيرات اعتُبرت من قبل مستحيلة.

مع الحرب الكبرى حل تعاقب أصبح جليا و من ذلك الحين لا تَوَقُّفَ له. ألم يلاحظ عند الهدنة أن الناس عادوا من الجبهة وهم بكم ؟ لم يكسبوا البتة بل افتقروا لتجربة متواصلة.و أي غرابة في ذلك؟ لم يحصل قط لتجربة أن كُذبت جذريا مثل ما تم للتجارب الاستراتيجية لحرب المواقع، مادية بالتضخم، أخلاقية بالحكام. جيل كان يستقل التراموي المجرور بالخيول للذهاب للمدرسة، يجد نفسه في فضاء خارجي في مشهد لم يبق منه أي شيء لم يتغير ما عدا السحب ، وفي حقل عمليات التيارات القاتلة و انفجارات الغازات السامة، يهيم جسم البشر الصغير الهش


1 Walter benjamin, Le Narrateur, Ecrits Français. Gallimard 1990

2 نيكولا ليسكوف ولد في 1831 بدولة أوريل و مات في1895 بسان بيترسبورغ.